يكثر اليوم تداول مصطلح “التحول الرقمي” على نطاق عالمي واسع باعتباره من مصطلحات العصر، حتى أنه أصبح هدفاً أساسياً في برامج الحكومات والهيئات والبنوك والمؤسسات على اختلاف مجالات عملها وقطاعاتها.
التحول الرقمي
ما هو التحول الرقمي؟
لعل أبسط تعريف عام للتحول الرقمي يتمحور حول دمج التكنولوجيا في جميع تفاصيل الحياة، بالاستفادة من ثورة المعلومات والاتصالات ومن التطبيقات غير المحدودة للتكنولوجيا الحديثة التي جعلت من العالم قرية صغيرة بفضل ما أتاحته من إمكانات هائلة، خصوصاً فيما يتعلق بسرعة نقل وتبادل المعلومات والبيانات، محدثةً تغييراً جذرياً في أنماط الحياة وفي طريقة العيش والعمل والتواصل، بما فيها تطبيقات الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء وغيرها.
هل يقتصر التحول الرقمي على قطاعات أو شرائح محددة؟
يشمل التحول الرقمي كلاً من المؤسسات والأفراد على اختلاف قطاعاتهم وشرائحهم (المستهلكين) على حد سواء؛ ذلك أنه يشير لقدرة المؤسسات على تمكين الأفراد من إنجاز المزيد باستخدام التكنولوجيا المناسبة ومزاياها، كما يشير لتوجه الأفراد (المستهلكين) نحو استخدام الخدمات الرقمية وإقبالهم عليها.
ويتمحور التحول الرقمي بالنسبة للمؤسسات حول الانتقال الى تسخير التكنولوجيا الحديثة وتطبيقاتها وتوظيفها بالشكل الأمثل من أجل تطوير أدائها، وتعزيز قدراتها التنافسية.
أما بالنسبة للأفراد، فيتمحور التحول الرقمي حول الحصول على الخدمات الأساسية وتنفيذ الأعمال من خلال أجهزة الحاسوب الشخصية والهواتف الذكية والأجهزة اللوحية بكبسة زر، دون الحاجة لزيارة المؤسسات أو الاتصال بمراكز خدمات العملاء التابعة لها إلا في حالات الحاجة لتلبية متطلبات محددة أو متطلبات أكثر تعقيداً.
أبرز قنوات الخدمات المصرفية الإلكترونية الاكثر شيوعا
يمكن الحصول على باقة الخدمات البنكية عبر الإنترنت من خلال موقع البنك الإلكتروني. وتعتبر هذه المنصة بمثابة فرع خاص بالمتعامل مع البنك؛ حيث يمكنه الوصول للخدمات التي يطلبها على مدار الساعة طيلة أيام الأسبوع باستخدام اسم المستخدم والرقم السري (كلمة المرور) المسجلة والمعتمدة.
يمكن الحصول على باقة الخدمات البنكية عبر تطبيقات البنوك على الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية، ومتاحة للتحميل بشكل مجاني، لتتيح للعملاء تنفيذ نفس العمليات المصرفية التي يمكن تنفيذها عبر الإنترنت بشكل آمن خاصة في ظل تطور تقنيات حماية وأمن المعلومات مع طبقات أمان متعددة مثل كلمات السر ورموز المصادقة عبر الرسائل القصيرة وأدوات توليد الرموز.
يمكن الحصول على مجموعة من الخدمات عبر الهاتف المصرفي وهو الوسيلة التي تعد أحد أقدم أشكال الخدمات الإلكترونية. وعن طريق الهاتف المصرفي يمكن للمتعاملين مع البنوك تنفيذ أو تأكيد المعاملات التي يرغبون بتنفيذها إما من خلال التسجيل الذاتي عن طريق إدخال رقم الحساب البنكي أو بطاقة الخصم المباشر والرقم الخاص بها، أو عبر التحدث مع مسؤول خدمة العملاء مباشرة.
يمكن الحصول على مجموعة من الخدمات الأساسية عبر أجهزة الصراف الآلي التابعة للبنوك المتعامل معها باستخدام بطاقة الفيزا للمشتريات والسحب الآلي المقبولة على نطاق واسع، والتي يتم تصميمها حالياً بتقنيات عالية مع خصائص حماية وأمن معلومات شديدة، بما في ذلك الاستفسار عن الرصيد والسحب والإيداع والتحويل وتسديد الفواتير وتغيير الرقم السري للبطاقة وغيرها.
يمكن الحصول عبر قنوات البنوك على منصات التواصل الاجتماعي على استجابة سريعة وفورية، كالرد على الأسئلة والاستفسارات في أي وقت. ومع تطور التقنية تم إدخال خدمة “تشات بوت” التي تعد من تطبيقات الذكاء الاصطناعي، كما تعتبر بمثابة نظام وحل مبتكر للتحادث والتفاعل وإجراء العديد من المعاملات على الفيسبوك أو المواقع الإلكترونية باعتبارها مساعدات افتراضية، ابتداءً من استقبال طلبات العملاء، وتوفير باقة من الخدمات المتنوعة لهم، هذا إلى جانب الإعلان عن كل ما هو جديد لديها.